منتدى طلبة ماستر أحكام الأسرة في الفقه والقانون بكلية الشريعة فاس
أوضاع المرأة والزواج والأسرة لدى الشعوب  البدائية في القارة الإفريقية  Captur10
منتدى طلبة ماستر أحكام الأسرة في الفقه والقانون بكلية الشريعة فاس
أوضاع المرأة والزواج والأسرة لدى الشعوب  البدائية في القارة الإفريقية  Captur10
منتدى طلبة ماستر أحكام الأسرة في الفقه والقانون بكلية الشريعة فاس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى طلبة ماستر أحكام الأسرة في الفقه والقانون بكلية الشريعة فاس


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولانظم لمجموعتنا على الفايسبوك

 

 أوضاع المرأة والزواج والأسرة لدى الشعوب البدائية في القارة الإفريقية

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
BENELKADI MUSTAPHA
Admin
BENELKADI MUSTAPHA


عدد المساهمات : 21
نقاط : 8464
تاريخ التسجيل : 10/11/2012

أوضاع المرأة والزواج والأسرة لدى الشعوب  البدائية في القارة الإفريقية  Empty
مُساهمةموضوع: أوضاع المرأة والزواج والأسرة لدى الشعوب البدائية في القارة الإفريقية    أوضاع المرأة والزواج والأسرة لدى الشعوب  البدائية في القارة الإفريقية  I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 30, 2012 5:27 am

إعداد الطلبة:
نهيد كرتيت
مصطفى ابن القاضي
عبد الحق الصمدي
بوعلام الإبراهيمي






 مقدمة


منذ المراحل الأولى للمجتمعات البشرية بل وخلال معظم تاريخ الإنسان كان التناسل واكتساب وسائل العيش والدفاع، هو أبرز النشاطات في حياة الشعوب وفي تطورها، بل إن هذه النشاطات هي في الواقع قوام الحياة البشرية.
ومن ضمن هذه النشاطات تبرز علاقة الزواج بين رجل وامرأة في كل حضارات العالم كحدث اجتماعي تسبغ عليه أهمية خاصة.
ومهما تباعدت الشعوب تاريخيا وجغرافيا وحضاريا فإنه يبدو أن هناك خيوطا تلتقي فيها ثقافتها ونظمها وعادتها، كما يبدو أن هناك نقاط متماثلة في حياة البشر تجمع بينها أكثر مم تفرق وأبرزها ما يظهر ذلك في علاقة الرجل والمرأة وفي علاقات الأسرة التي أضفت عليها أهمية مميزة إن لجهة أنظمة الشعوب وقوانينها المعتمدة في هذا الشأن وإن لجهة عاداتها وأعرافها وأثر كل ذلك في تطور هذه الشعوب.
ومنذ النشأة الأولى والمرأة تقوم بدورها مع الرجل في تطبيق الحياة في العلاقات الجنسية بينهما وتقوم معه بمسئوليتهما في بناء الأسرة واستمرار النوع الإنساني ،وقد تطورت علاقة المرأة بالرجل على مرور الزمن وازدادت وضوحا ووثوقا في إطار العلاقات الزوجية بجميع أشكالها وهي إنجاب النسل كشأن جميع الأزواج من المخلوقات وفق الحكمة الإلهية.
وعليه فان علاقة الرجل بالمرأة ليست جنسية وإنما هي علاقة إنسانية شاملة فهما اللذان يكونان الإنسان والمجتمع البشري من الإنسان البدائي الى الإنسان المتمدن يعيش حياته الاجتماعية دائما في ظل أنظمة تفرضها العادات والتقاليد المعاشة والمعتقدات الدينية فلذا نجد في كل فئة أو طائفة أو شعب مقررات خاصة بشؤون المرأة ووفق ذلك يتم تحديد شكل وطبيعة هذه العلاقات.
ونظراً لاختلاف العادات والتقاليد والمعتقدات الدينية من مجتمع إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى، اختلفت مكانة المرأة و دورها في الحياة ونظرة المجتمع إليها و طبيعة علاقتها بالرجل الشيء الذي يؤثر في سلوك الفرد داخل المجتمع وفي قيمه وفي شكل العلاقات الاجتماعية وطبيعة هذه العلاقات.
ومن هنا فإن وضعية المرأة في أي مجتمع من المجتمعات تتحدد ببيئة هذا المجتمع وتطوره والأفكار السائدة فيه ونوعية العلاقة التي تربطها بالغير، سواء الرجل أو المرأة أو الأسرة أو الجماعة. لذلك نجد أن وضعية المرأة في المجتمعات البدائية الضاربة في عمق التاريخ تختلف عن وضعيتها في المجتمعات المعاصرة، كما أن وضعيتها في المجتمعات الإسلامية تختلف عن وضعيتها في المجتمعات الغير المتدينة.
ومن أجل تسليط الضوء على دور المرأة في المجتمعات البدائية فإنه من اللازم التعرض لمكانتها في المجتمعات القديمة سواء في الجانب المتعلق بمكانتها الاجتماعية ودورها في الاقتصاد، أو في الجزء المتعلق بحياتها الاجتماعية في المجتمعات البدائية، أو الوضع السياسي والديني للمرأة، دون إغفال أن التباين الحضاري القائم بين الثقافات والشعوب يؤثر بشكل مباشر في وضعية ومكانة المرأة والحقوق التي تتمتع بها والالتزامات التي تقع على عاتقها.
وتجسد القارة الإفريقية المثال البارز للوضعية التي كانت تعيش فيها المرأة، والتي تأثرت وضعيتها بالطبيعة الجغرافية والسوسيولوجية والتاريخية الإفريقية بمختلف ثقافاتها وتعبيراتها الاجتماعية، بحيث لازالت المرأة الإفريقية لحد الآن تعيش أوضاع اجتماعية واقتصادية هشة وتعرف إقصاء بينا من المساهمة في الرقي بالمجتمع.


















تمهيد
بعد أن قدمنا للموضوع بدت طبيعته تفرض علينا ضرورة الوقوف على بعض الاصطلاحات بالبيان والتوضيح حتى نكون أولا قد التزمنا بقاعدة مفادها أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، وحتى نتحاشى أيضا القصور الموضوعي وكذلك المنهجي.
لهذه الاعتبارات أثرنا أن نخصص هذا التمهيد لأهم الاصطلاحات التي ينبني عليها الموضوع بتمامه.
1. البدائية
2. القبائل
3. الأسرة
4. الزواج
1. أولا : البدائية :
يشير المصطلح بموجبه العام إلى الفجاجة وانعدام التطور، والخشونة، وتدني النوعية.
وفي بعض السياقات يعني المصطلح أيضا عدم كفاية الوسائل بالنسبة للأهداف، سواء منها الصريحة أو المفهومة ضمنا. ولهذا علاقة بالمجال التكنولوجي خاصة، ولكن أيضا بالظروف الموجودة داخل مجتمعا ما، وبالمفاضلة بين الثقافات.
ويستخدم المصطلح أحيانا ليؤدي معنى "البساطة" أو "عدم التمايز" أو للتعبير عن النقيض العام "للتعقيد".
وتعني الكلمة، طبقا لاشتقاقها اللغوي نقطة في الزمان "مبكرة" أو "أولي"،وأحيانا يستعمل للدلالة على ما هو "أصلي" أو "قديم" أو من "المنبع الصافي" أي أنها تتصل ببدايات الأشياء بفجر المجتمع الإنساني. كما أنها تشير ضمن الإطار الفكري الذي يؤمن سير التطور الإنساني في خط مستقيم إلى مجتمعات سحيقة في القدم، وهذه المجتمعات تؤخذ من ثم كممثلة "للإنسان الأول".
وتعني "البدائية" في كل تلك الحالات استمرار بعض الصفات عبر حقب زمنية طويلة مع أقل ما يمكن من التغيير، وهي بهذا المعنى تتصف بصفة "لا زمانية" بحيث تبدو الشعوب التي توصف بها وكأنها خارج الزمن.
2. ثانيا : القبيلة :
القبيلة عبارة عن وعاء اجتماعي ينتمي إليه مجموعة من الأفراد تربطهم وشائج عاطفية وصلات ممتدة، ويكون الانتماء لهذا الوعاء إما عن طريق صلة الدم أو الرحم أو المصاهرة أو الجوار. فالقبيلة تمثل وحدة بناء ورافد من الروافد التي يستمد منها الفرد قوته وأمنه داخل منظومة المجتمع، فقد كانت القبيلة فيما مضى هي الكيان الجامع لكل مجموعة أو تجمع بشري متجانس حيث كان أفراد القبيلة يجتمعون في مكان واحد ويقودهم زعيم القبيلة بما له من إمكانيات شخصية مميزة.
والقبائل تنتشر في كل قارات العالم، وتختلف عاداتها، وطرق معيشتها، وفنونها، وأنظمتها الاجتماعية.
3. ثالثا : الزواج :
الزواج لغة مأخوذ من الزوج، وهو خلاف الفرد وكل اثنين زوج، وزوج المرأة بعلها، وزوج الرجل امرأته.
أما الزواج في الاصطلاح الفقهي : فهو عقد يفيد حل استمتاع كل من الزوجين بالآخر على الوجه المشروع ، وإن هذا الاستمتاع لما كان مصدره العقد، لم يحل للزوجة أن تستمتع بغير زوجها ما دامت في عصمته، أما الزوج فإنه يجوز له شرعا أن يعقد زواجه على أكثر من زوجة، وبالتالي يحل له أن يستمتع بغيرها في الحد المقرر شرعا وهو أربع زوجات.
4. رابعا : الأسرة :
الأسرة لغة هي الدرع الحصينة وأهل الرجل وعشريته، وتطلق على الجماعة يربطها أمر مشترك وجمعها أيسر ، وأسرة الرجل رهطه لأنه يتقوى بهم.
وتعريف الأسرة في الاصطلاح صعب شيء ما بالرغم من أن مدلوله معروف لدى جميع الناس، ولعل هذه الصعوبة راجعة إلى كون أن كلمة أسرة غير واردة في القرآن الكريم، ولا في السنة النبوية، لأن اللفظ المتردد فيهما هو "أهل" و"آل".
والمفهوم الشرعي للأسرة هو الوحدة الأولى للمجتمع، وأولى مؤسساته التي تكون العلاقات فيها في الغالب مباشرة، ويتم داخلها تنشئة الفرد اجتماعيا، ويكتسب منها الكثير من معارفه، ومهاراته، وميوله، وعواطفه، واتجاهاته في الحياة، ويجد فيها أمنه وسكنه.












الفهرس :


مقدمة
فصل تمهيدي
المبحث الأول: القبائل البدائية الإفريقية، و أنواع الزواج بها.
المطلب الأول: قبائل جنوب السودان.
الفرع الأول: قبائل الدينكا.
أولا: التعريف بالقبيلة.
ثانيا: الزواج عند الدينكا.
الفرع الثاني: قبائل النوير.
أولا: التعريف بالقبيلة
ثانيا: الزواج عند النوير.
الفرع الثالث: قبائل الشيلوك.
أولا: التعريف بالقبيلة
ثانيا: الزواج عند الشيلوك.
المطلب الثاني: قبائل كنيا وجنوب إفريقيا.
الفرع الأول: قبائل كينيا (قبيلة الكبسيجي).
أولا: التعريف بالقبيلة.
ثانيا: الزواج عند الكبسيجي.
الفرع الثاني: قبائل جنوب إفريقيا (جماعة البوشمن).
أولا: التعريف بالجماعة.
ثانيا: الزواج عند جماعة البوشمن.
المبحث الثاني: موقف الشريعة الإسلامية، والتقنين المغربي من هذه الزيجات و بعض أثارها.
المطلب الأول: موقف الشريعة الإسلامية من هذه الزيجات وبعض أثارها.
المطلب الثاني: موقف التقنين المغربي من هذه الزيجات.
خاتمة:


المبحث الأول: القبائل البدائية الإفريقية، و أنواع الزواج بها.
إن كل بقعة من بقاع العالم لها عاداتها وتقاليدها، وتنفرد عن مثيلاتها، ومن يتجه شرقا أم غربا جنوبا أم شمالا ويشاهد خصوصية كل بلد على حدا، قد يفاجئ في عملية الاستيطان البشري في كل دولة من دول العالم، بين صحرائها وسهولها وجبالها , وكيف كل قبيلة أو جماعة وضعة أنظمةً خاصة بها ,وتفردت في عاداتها وتقاليدها عن غيرها من الأمم , والأهم من ذلك هو هويتها التي تنفرد بها على مدى الأيام والأزمان.
سنحاول أن نلقي نظرة على بعض القبائل البدائية الإفريقية كجنوب السودان وكينيا و جنوب إفريقيا من جهة ثم عن أنوع الزواج بها من جهة ثانية.
المطلب الأول: قبائل جنوب السودان.
يضم جنوب السودان ثلاث مجموعات سلالية رئيسية هي: النيليون والنيليون الحاميون والمجموعة السودانية. ويأتي على رأس هذه السلالات من حيث العدد والنفوذ والقوة النيليون، وهي التي تضم قبائل الدينكا، والنوير والشيلك، هذه القبائل سنحاول أن نتناولها بالدراسة من خلال  الوقوف على تعريف كل قبيلة على حده من جهة وبنظام الزواج بها من جهة ثانية .
الفرع الأول: قبائل الدينكا.
أولا: التعريف بالقبيلة.
الدينكا أو الجينيق أكبر القبائل النيلية السودانية، وقدر عددها في تعداد عام 1989 في الجنوب ب 2.290.893 نسمة،  وهو يوجدون في الجنوب في مناطق متفرقة ويتوزعون في نطاق عرضي يمتد من بحر الغزال غربا حتى الحدود الإثيوبية شرقا،  كما توجد جماعات أخرى خارج النطاق الموصوف.
وأورد الدكتور الإمام الصادق المهدي في كتابه ميزان المصير الوطني في السودان أن الدينكا الغربيون من أكبر المجموعات المنضوية تحت الدينكا، وهي تمثل حوالي 797.000 نسمة، ثم المجموعة الشمالية الشرقية الموجودة شرق النيل الأبيض في ولاية أعالي النيل، ويبلغ تعدادها 490.000 نسمة، ثم المجموعة جنوب الشرقية حوالي 410.000 نسمة، ثم المجموعات الموجودة في جنوب الوسط والشمال الغربي وفي الوسط.
وقد كاد الباحثون يجمعون على كون الدينكا من أكبر القبائل في جنوب السودان ولها امتدادها في أوغندة / أثيوبيا / كينيا /الكونغو , وهي اكبر مجموعة خرجت من ضفاف النيل ، ويطلق عليها النيليون والمجموعات النيلية أنجبت سلالة / دينكا/ النوير / الشلك / وهذه القبائل جاءت عموما من سفوح الهضبة الأثيوبية واستقروا في الجزء الجنوبي من السودان , وتحلقوا حول الأنهار وخاضوا معارك ضد من هدد وجودهم , من قبائل قد عاشت قبلهم وينحدرون من أب واحد أنجب دينق جد الدينكا، وابينونيق جد النوير, وتقول أساطير الدينكا الأفريقية إن دينق هو مصدر الخير والمطر والخصب .
ثانيا: الزواج عند الدينكا.
في قبيلة الدينكا كان للزواج طقوس خاصة حيث أنه قبل أن يذهب الرجل لخطبة المرأة يجب عليه أن يحصل على موافقة رفاقه من طبقة العمر، وهم يرافقونه عند الذهاب إلى منزل والد الفتاة لخطبتها، ويتكون المهر عند العشائر التي تشتغل بالرعي من عدد من الماشية، أما عند العشائر التي تشتغل بصناعة الحديد فإنه يتكون من قطع الحديد. وليس من الضروري أن يؤجل الفتى زواجه حتى يتم تسديد المهر كله. ولكن يمكن الاتفاق عليه ودفع جزء منه، ثم يسدد الباقي بعد إتمام الزواج.
فالفرد لكي يتزوج في قبيلة الدينكا لابد أن يعتمد على أقاربه للحصول على المهر، وذلك أن بقاء الفتى دون زواج بسبب عدم المقدرة على دفع المهر أمر يسيء إلى جميع أفراد العشيرة.
وفي العادة تنحصر أسباب الطلاق عند الدنكا في العقم، وعدم الوفاء من الزوج، وعدم مقدرة الزوجة على طهي الطعام جيدا، ولا يعتبر زنى الزوجة مبررا للطلاق فالزاني يجب عليه أن يدفع للزوج غرامة تتراوح بين خمسة وثمانية رؤوس من الماشية.  
وإذا حصل أي خصام بين الزوج والزوجة وطلقة الزوجة تعيد الأبناء لأسرة الزوج كما تعيد الأبقار التي دفعت مهرا لها ليتزوج بالأبقار امرأة أخرى ويحق لأفراد القبيلة أن يتعددوا في الزوجات ولكن لا يحق لهم أن يتزوجوا من عائلة زوجتهم إلا بعد وفاتها.
وفي أثناء فترة الحمل والرضاعة تمتنع المرأة عن أكل أنواع معينة من الطعام، مثل لحم الجاموس وأنواع معينة من السحالي، كما يحرم عليها كذلك أكل لحم الميتة، علما بأن ذلك ليس محرما في مجتمع الدنكا. وإذا لم تراع المرأة هذه القواعد فإن طفلها قد يموت سبب ذلك. وبالنسبة لتسمية الأطفال، فقد جرت العادة على أن يسمي الأهالي أطفالهم بأسماء الأجداد والأقارب للأبوين. وهم لا يسمون الطفل عقب ولادته مباشرة، وإنما يتركونه بلا تسمية حتى يبدأ يحبو.
وللقبيلتين عاداتها في الزواج، من حيث تعدد الزوجات، واهم ما في ذلك أنهم لا يتزوجون من الأقارب ولا يختارون إلا الأسر المحافظة على تقاليد وأعراف القبيلة،  كما أنهم يختارون من العائلات التي يخلو أفرادها من الأمراض الوراثية.
ومن أهم التعاليم الروحية عند قبيلة الدينكا, أن دينق قال لجميع الدينكا لا تقربوا الزنا ولا تسرفوا ولا تقربوا زوجات غيركم ولا تغدروا بغيركم وإذا جاءكم غريب أو طريد ديار فأنتم أولى بإيوائه وضمه للقبيلة.
ونجد الدينكا في كل مكان يحفظون ويراعون ويطبقون وصايا جدهم دينق، ويحافظون عليها ويتواصون بها، أبا عن جد وبالتالي صار مجتمع الدينكا كأنقى المجتمعات وأطهرها إذا ما قيسوا بغيرهم من القبائل الأفريقية .
الفرع الثاني: قبائل النوير.
أولا: التعريف بالقبيلة
النوير من سكان المناطق الطويلة من الحشائش المدارية التي تشغل المنطقة الممتدة من التخوم الجنوبية للنطاق الصحراوي و صوب الجنوب إلى شرق افريقية وهم جماعات طويلة القامة دوي سيقان طويلة  ورؤوس ضيقة إذ يمثلون نتاج سلالي متنوع بين سلالة البحر المتوسط و زنوج غابات إفريقيا،ويتحدث جميعهم لغات متقاربة’و قبائل النوير ترعى الماشية  تتمثل خير تمثيل في الجزء الشمالي من شرق افريقية غير أنهم يختلطوا أكثر بمجمعات البانتو الزراعيين كلما اتجهنا جنوبا إلى اوغندة .
و أرض النوير في وسط وجنوب السودان عبارة عن منطقة واسعة يخترقها المجرى الأعلى من نهر النيل بروافده المتعددة.
هذا و يبلغ عددهم حوالي 30000 نسمة  
ثانيا: الزواج عند النوير.
الزواج عند النوير يمر بمجموعة من المراحل تفرضها عادات وتقليد القبيلة حيث أن الفتاة لما تبلغ الثانية عشر من عمرها فإن الفتيان الذي مروا بحفلات التكريس   يبدؤون في التودد إليها ومطارحتها الغرام .وفي السن السادسة عشرة يكون لديها عشيق واحد على الأقل ويمكن القول أن هذه المرحلة تتسم بانتشار الانحلال ألأخلاقي بين الفتيات وفي العادة يتراوح سن الزواج بالنسبة للفتات مابين السادسة عشرة  و الثامنة عشرة ,أما بالنسبة للفتى فإن ذالك يتوقف على عوامل كثيرة منها الأسرة وترتيب الفتى الذي يتقدم للزواج من ابنتها, و لكي يتم الزواج تقوم أسرة الفتى بدفع المهر و الذي يتمثل بصورة عامة بالماشية كما تقام حفلات بمناسبة الخطبة و الزواج , و الزوجة بعد ذالك تظل في مسكن والديها حيث يخصص لهل كوخ مستقل تعيش فيه , أما الزوج فيظل مع أسرته كما كان قبل الزواج، ولكنه يقوم بزيارة زوجته ليلا من آن لأخر حيث يقضي الليلة معها في كوخها . و يستمر الحال كذلك حتى تنجب الزوجة طفلا وعند ئد   تعتبر أسرة الفتات أن الزواج قد تم كلية وأن الفتى قد أصبحت تربطه بهم فعلا صلة  قرابة  .
وتظل الزوجة في مسكن والدها حتى تفطم طفلها و عند ئد يقيم الزوج كوخا لزوجته و ينقلها إليه.
والى جانب هذا النمط العادي لنظام الزواج في مجتمع النوير فإنه توجد أشكال أخرى منها:
1-زواج المرأة بالمرأة.
للمرأة في مجتمع النوير أن تلعب دور الرجل في الحيات الاجتماعية فتختار إحدى الفتيات لتتزوجها و تقدم لأسرتها المهر اللازم  ,و بعد إتمام طقوس الزواج تماما كما هو متبع عند زواج الرجل . فأن المرأة "الزوج" تطلب من أحد أقربها الذكور أو أحد الأصدقاء أن يقوم بالاتصال بالزوجة جنسيا و ذالك لكي تنجب الزوجة لها أطفالا. وإذا كانت الزوجة على مستوى من الثراء فأن لها أن تتزوج عدة زوجات وهي تعتبر في هذه الحالة الزوج القانوني لهن.
وعندما تنجب الزوجة أطفالا فأن المرأة "الزوج" تعتبر أبا اجتماعيا   لهم و هم يخاطبونها بقولهم يأبي كما أنهم يحملون اسمها و يرثون ثروتها كذالك، وأما بالنسبة لعلاقة الزوجة أو الزوجات فإنها تتسم بالطاعة و الاحترام  .




2- زواج الشبح:
عندما يتوفى الزوج و يذر زوجته وليس له وريث شرعي من الذكور فأحد أقاربه،مثل الأخ أو بن الأخ ينبغي عليه أن يتزوج فتات باسم الشخص المتوفى،و يعتقد النوير أنه إذا لم يفعل أحد الأقارب ذلك  فان شبح المتوفى يسكن المنطقة ويعمل على إزعاج أقاربه بها .
وفي هذا النوع من الزواج يكون الشخص المتوفى الشبح هو الأب الاجتماعي للأطفال و هو أيضا الزوج الشرعي للزوجة، وهذا الزواج ينتشر كثيرا في بلاد النوير  وذلك يرجع إلى أن كثيرا من الشباب يموتون قبل أن يتزوجوا،بالإضافة إلى أن كثيرا من المتزوجين  يموتون قبل إنجابهم أطفالا .
الفرع الثالث: قبائل الشيلوك.
أولا: التعريف بالقبيلة
وهي من أقل القبائل النيلية عددا يقرب عددهم حوالي مأتي ألف نسمة ويعيش جزء منهم في شريط على الضفة الغربية للنيل الأبيض من كاكا في الشمال إلى نحو 750 متر من بحيرة نو في الجنوب، كذالك يحتلون الضفة الشرقية من كدوك إلى التوفيقية، كما تمتد قراهم لمسافة 40كلم على الضفة الشمالية للسوباط و الشلك و إن كانوا عادة طوال القامة،طوال الرؤوس إلا أن الاختلافات بين أفرادهم أكتر منها عند القبائل النيلية الأخرى  
والشلك هم القبيلة الوحيدة ذات النظام السياسي المركزي تحت قيادة ملك أو سلطان الذي يعدم عند عجزه أو كبره في السن.
ثانيا: الزواج عند الشيلوك
يبدأ الزواج عند الشلك بالخطبة التي تبتدئ بدورها بدفع "اللوبولا " و التي تبدو وكأنها ثمن العروس "المهر" الذي يدفعه الرجل للحصول على زوجة،ولكن "اللوبولا" تعتبر عملية طويلة و تحويلا أساسيا في الثروة و ليس مساومة بالأبقار للحصول على فتاة صغيرة.
و يستمر دفع "اللوبولا" حتى الزواج،و الأطفال أبناء الأشخاص الذين دفعوها .و لا تستطيع الزوجة أن تطلق زوجها طلاقا بائن إلا إذا ردت عائلتها الماشية له و إلا يحتفظ بالأولاد الذين جاؤوا ثمرة لهذا الزواج’ و إذا مات الزوج و تزوجت الزوجة مرة أخرى اعتبر الأطفال الذين تنجبهم أبناء للزوج الميت .
و الشائع أن تتزوج الأرملة من أخي زوجها وتظل محتفظة تقريبا بمركزها الأصلي،و بمعنى أخر أن الزواج الأصلي يظل قائما لم يتغير،أما إذا كانت الزوجة هي التي ماتت و بخاصة إذا لم تكن أنجبت أو تركت عددا قليلا من الأطفال فانه ينتظر من عائلتها تنفيذ الواجب بإرسال أختها إلى الزوج .
المطلب الثاني: قبائل كنيا وجنوب إفريقيا.
كينيا جمهورية في إفريقيا الاستوائية على المحيط الهندي، تتواجد بها قبيلة الكبسيجي ذات النمط البدائي في الحياة ,سنحاول التعرف على هذه القبيلة  وعن الزواج المتواجدة بها, من خلال الفرع الأول، أما جنوب إفريقيا فتتواجد بها شعوب بدائية كثيرة تختلف في أنساق حياتها وفي نظم الأسرة والزواج لديها، وهذا ما سنتناوله من خلال الفرع الثاني وذلك بدراسة قبيلة البوشمن كنموذج.
الفرع الأول: قبائل كينيا (قبيلة الكبسيجي).
أولا: التعريف بالقبيلة.
تتكون كينيا من شعوب مركبة فهي تتشكل من سلالات و قبائل مختلفة، وتتميز هذه القبائل بالانفصال الحضاري واللغوي عن بعضها البعض، و يدعم هذا الانفصال حواجز اقتصادية واجتماعية متنوعة.
يعتبر الكبسيجي و معهم الناندي أهم مجموعة من الناحية الاقتصادية  و يشغلون القطاع الغربي من أوطان النيلين الحامين في كينيا و ترجع أهميتهم الاقتصادية إلى أن معظمهم ألان من المزارعين المستقرين أما في الماضي فكانوا أكثر اعتماد على الماشية و الرعي، وربما كان تحولهم من الرعي إلى الزراعة بسبب الكوارث التي حلت بهم و بماشيتهم
ويبلغ أفرد الكبسيجي زهاء ثمانين ألف نسمة    .
ثانيا: الزواج عند قبيلة الكبسيجي.
لقد قام الباحث "بريستاني" بدراسة قبيلة الكبسيجي ووضع كتابا بذالك أشار فيه إلى نسق نظامهم في أحوالهم الشخصية , و ذكر أن من العادات عندهم ختان الذكور و الإناث أثناء حفلات التكريس في مرحلة ما قبل الزواج،و من ثم فإن الأهالي يرون أن التزوج مع القبائل الأخرى التي لا تمارس الختان (بالنسبة للفتيان و الفتيات) يعتبر محرما كما أن مهر الزوجة عندهم يتكون من عدد يتم تحديده من البقر و المعز .
هذا وقد أشار الباحث في كتابه أيضا إلى أن نضام الأسرة و الزواج عند هذه القبيلة يشمل الأمور التالية :
أ-زواج المرأة بالمرأة.
تتشابه هذه الحالة مع ما ذكرناه عند الحديث عن قبيلة النوير.فإذا لم تنجب المرأة أو أنجبت البنات فقط، فإن ما حصلت عليه من مهر لبناتها تتزوج به امرأة أخرى و هي لا تفكر بهذا إلا بعد انتظارها فترة طويلة من الزمن و يأسها من إنجاب أطفال و حصولها على موافقة زوجها.
و زواج المرأة بالمرأة لا يختلف عن الزواج العادي - كما تقدم – فالزوجة تقوم بتقديم المهر ألازم إلى والدي الفتاة ثم يجري الاحتفال،و في العادة يتم تسليم العروس بعد ذالك إلى أحد أبناء الزوج من زوجة أخرى أو إلى أحد إخوانه .
ب- الولادة:
عندما تلاحظ المرأة أن الحيض قد توقف فإنها تخبر زجها بذالك و عند ئد يتوقف الزوج عن معاشرة زوجته جنسيا،لكن الزوجة تستمر في حياتها اليومية العادية في كوخها حتى الشهر التاسع من الحمل، وعندما تدنو ولادتها و يأخذها الطلق،يغادر الزوج كوخها و يتوجه للمبيت في "نادي الرجال" .
بعد الولادة تشرب الأم دم بقرة أو ثور –حسب جنس المولود- ضنن أنه يقويها و تلزم كوخها لمدة ثلاثة أيام بعد الولادة إذا كان المولود أنثى و أربعة إذا كان ذكر،و لا تلمس بيدها أي شيء مدة ستة أيام ثم تحلق  شعرها في اليوم السابع و تستحم في النهر.
وبعد مرور شهر من الولادة يعود الزوج إلى كوخه و ليس له أن يعاشر زوجته جنسيا، إلا بعد فطام المولود بمرور سنة و له أن يعاشر ما يشاء من العشيقات في تلك المدة
ج- التبني:
التبني عند قبائل الكبسيجي يتم وفق احتفالات خاصة غاية في البساطة فالأب المتبني يقوم بدعوة أفراد عشيرته تم يضحي بماعزه و يعلن أمامهم أن الولد الأجنبي قد أصبح من ألان فصاعدا عضوا في أسرته وأنه يتعين اعتباره ابنا له غير أنه يشترط في التبني أن يكون الولد من خارج القبيلة.    
د-علاقة التجنب بين زوج الابنة و الحماة:
من التقاليد الغريبة عند الكبسيجي في الزواج’ انه يجب على زوج الابنة إذا قابل حماته في الطريق أن يغير اتجاهه وذالك حتى لا يجد نفسه أمامها وجها لوجه، و إذا أراد أن يتحدث معها فإنه ينبغي عليه أن يفعل ذالك و هو على بعد منها كما لا يجوز له أن يدخل كوخها أو يتناول أي طعام قامت بطبخه إلا بعد إقامة حفل خاص وفي العادة لا  يقام هذا الحفل إلا بعد إتمام الزواج.
الفرع الثاني: قبائل جنوب إفريقيا (جماعة البوشمن).
أولا: التعريف بالجماعة.
تنتمي قبائل البوشمن إلى المجموعة الكابية و هي إحدى المجموعات الجنسية الرئيسية المنتشرة في إقليم جنوب أفريقيا، و ينتشر البوشمن في صحراء كالهاري التي تتقاسمها دول بتسوانا و ناميبيا و أنكولا. و قد استقر البوشمن في هذه الأقاليم مند 20000 سنة على الأقل تقدير، وتبلغ أعداد البوشمن نحو مئة آلف نسمة’ ولدى البوشمن مواصفات شكلية و جسمانية تجعلهم  يختلفون عن الزنوج حيث أنهم يمتازون بقصر قامتهم- نحو 150سم – كما أن أجسامهم نحيفة خالية من الشعر خلافا للزنوج .
و يعد البوشمن من القبائل البدائية حيث لا يزالون يرتدون جلود الحيوانات و يعيشون على الصيد و الالتقاط و يعتبرون من عبده أرواح الموتى و يتكلمون لغة التكتكة أو الطقطقة.  
ثانيا: الزواج عند جماعة البوشمن.
كما هو الشأن عند مختلف القبائل التي تقدمت معنى –كالنوير و الشيلوك ..- فإن البوشمن لها تقاليدها الخاصة بها في الزواج، حيث يبدأ الفتى و الفتاة بكل بساطة في المعيشة معا و تكوين أسرة .ثم تربية الأطفال
و إذا كان في وسع الرجل أن يكفل أكثر من زوجة واحدة و أراد ذالك فله ما يريد.
و روابط القرابة واضحة و محددة بكل دقة عندهم كما أن الاتصال الجنسي بين المحارم يعد كما هو الشأن في كل المجتمعات البشرية - من الأمور البعيدة عن الذهن – كذالك يتحاشى الزوج أن يبدي أي اهتمام بحماته و مع أنه يباح للرجل أن يتزوج من الزمر و الجماعات الأخرى مما قد يؤدي إلى خلق علاقات و روابط خارجية، فالمجال الاجتماعي للبوشمن ينحصر في الجماعة الصغيرة التي ينتمي إليها و التي تعيش و تصطاد في إقليمها الخاص.  
المبحث الثاني: موقف الشريعة الإسلامية، والتقنين المغربي من هذه الزيجات و بعض أثارها.
المطلب الأول: موقف الشريعة الإسلامية من هذه الزيجات وبعض أثارها.
المطلب الثاني: موقف التقنين المغربي من هذه الزيجات.
بعد أن كان نظام الزواج في العصور البدائية يشوبه نوع من العشوائية، و لما كان التطور سنة الحياة على هذه الأرض وأمام ضعف الوازع الديني وارتفاع مظاهر العنف الأسري بكل أنواعه وبكل تجلياته، جاء النص القانوني ليؤلف بين أطراف العلاقة الأسرية وينظمها، ويقضي على جميع مظاهر التخلف واللاوعي الذي كان يطغى على الشعوب البدائية، ويقنن نظام الزواج، ويأطر جميع الآثار المترتبة عنه.
وهذا ما أقره المشرع المغربي من خلال مدونة الأسرة التي كانت تعرف سابقا بمدونة الأحوال الشخصية، و التي صيغت بطريقة تنسجم مع مقتضيات الشريعة الإسلامية، فالعديد من أحكامها ورد النص عليه بتدقيق وتفصيل في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، إضافة إلى أنها تأثرت كثيرا بالتقاليد والعادات، لكن التي هي وفق الشريعة الإسلامية ولست التي كان عليها الحال في العصور البدائية. فإذا ما حاولنا المقارنة بين نظام الزواج وفق مدونة الأسرة و نظام الزواج الذي كان سائدا في العصور البدائية نجد اختلافا شاسعا بحيث أن هذه المدونة لا تقر بزواج المرأة بالمرأة ولا بزواج الشبح ولا بزواج الخطف، ولا بنظام التعدد اللا مشروط، إلى غير ذلك من الزيجات التي لا يتقبلها لا عقل ولا منطق في وقتنا الحاضر.
لهذا نجد أن المدونة قد وضعت إطارا للزواج و أثاره وأحاطته بعناية كبرى، و هكذا نجدها نظمت مجموعة من الأحكام تتعلق بالأسرة عموما و بالزواج خصوصا.  و التي يمكن أن نجمل بعضها على الشكل التالي:
 تحديد سن أهلية حيث أنه : تكتمل أهلية الزواج بإتمام الفتى والفتاة المتمتعين بقواهما العقلية  ثمان عشرة سنة شمسية( المادة19).لما في هذا السن من استعداد لتحمل مسؤولية الآسرة  المادية و المعنوية. لان الزواج قبل هذا السن- كما هو الشأن عند القبائل البدائية-غالبا ما يشكل ضررا للفتى و الفتاة .
  الاعتراف فقط بالزواج الشرعي بين الرجل و المرأة حيت نصت في المادة 4 على أن:الزواج ميثاق تراض  وترابط شرعي بين رجل وامرأة على وجه الدوام، غايته الإحصان والعفاف وإنشاء أسرة مستقرة، برعاية الزوجين طبقا لأحكام هذه المدونة.
 إباحة تعدد الزوجات –دون الأزواج- في الحدود المشروعة -و هو أربع نساء -  يمنع التعدد إذا خيف عدم العدل بين الزوجات، كما يمنع في حالة وجود شرط من الزوجة بعدم التزوج عليها (المادة 40).
 إبطال التبني كما هو مقرر في أحكام الشريعة الإسلامية حيث: يعتبر التبني باطلا، ولا ينتج عنه أي أثر من آثار البنوة الشرعية(المادة 149) و أن  المعتبر هو النسب الشرعي الذي هو لحمة شرعية بين الأب وولده ينتقل من السلف إلى الخلف(المادة 150).
 التنصيص على الكيفية التي تتم بها إنهاء العلاقة الزوجية و المتجلية في: بالوفاة أو الفسخ أو الطلاق أو التطليق أو الخلع(المادة 71). و ليس بالهجر و الفرار من بيت الزوجية كما هو عند القبائل البدائية .
إلى غير ذالك من الأحكام المسطرة في مواد المدونة.




خاتمة
من خلال هذا العرض ألقينا نظرة على وضع الأسرة في بعض القبائل الإفريقية البدائية، وقد خلصنا إلى أن ثمة أشكال مختلفة من أنواع الزواج و  أن العلاقة بين الرجل و المرأة لا يحكمها و لا ينظمها إلا تقاليد و أعراف يتحكم فيها الهوى.  ثم أن  مشكلة المرأة ممتدة مع بداية الخلق ومن قديم الأزل، حيث كان الرجل يحتل المكانة الأولى داخل الأسرة وهو  المسؤول  وصاحب الرأي، في حين كانت المرأة كائنا منسوبا إلى الرجل تابعا له، تنفذ إرادته وتلبي رغباته وتربي أطفاله، وهذا يرجع  إلى عاملين أساسيين يتمثل الأول بالأساس في طبيعتها الفيزيولوجية، أما العامل الثاني فراجع لدورها الاجتماعي والاقتصادي، فدورها يتمثل فقط في طهي الطعام وإنجاب الأولاد.  
فالحق أن المرأة عانت معاناة كثيرة، بل كانت ضحية كل نظام، وحسرة كل زمان، إلى أن جاءت رحمة الله المهداة إلى البشرية جمعاء، بصفات غيرت وجه التاريخ القبيح، لتخلق حياة لم تعهدها البشرية في حضارتها أبدا، جاء الإسلام ليخرج الناس من ضلالة الجل، جاء ليقول لهم  "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْــــــــرُوف"  "وَعَاشِــرُوهُــنَّ بِالْمَعْـــــرُوفِ"  "فَـــلا تَعْضُــلـُـوهُــنَّ"،  "وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَـدَرُهُ" " أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْــث سَكَنْتُـــــــمْ مِنْ وُجْدِكُــــمْ"  "وَلا تُضَــــــــارُّوهُنَّ لِتُضـــــَيِّقُــوا عَلَيْهِــنَّ "  " فَآتُـــوهُنَّ أُجُـــــورَهُنَّ فَــرِيضَــة " " وَلِلنِّسَـــــاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُــونَ" " وَلِلنِّسَـاءِ نَصِيــــــبٌ مِمَّا اكْتَسَبْـــــنَ " " وَآتُوهُـــــمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُـم " "وَأَنْتُـــــمْ لِبَــــاسٌ لَهُــــنّ " " هَـــــؤُلاءِ بَنَـــــاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُــمْ " " فَلا تَبْغُـــــــــوا عَلَيْهِــــنَّ سَبِيــلاً " " لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهـاً " "وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُــن " جاء الإسلام ليقول "ِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَــانٍ "
فالتشريعية الإسلامية جاءت لتنصر الإنسان لذلك، نجد أنها أولت الأسرة عناية فائقة لإدراكها أهمية الدور الذي ينبغي أن تلعبه هذه المؤسسة على الساحة الاجتماعية، بخصوص ضبط السلوك الجنسي، وحماية الأفراد وتربيتهم وإشباع حاجاتهم العاطفية، وتنميتهم. وينطوي البناء التحتي للنظرية الإسلامية على تحديد دور الرجل والمرأة في المؤسسة العائلية أي تفصيل التكليف الشرعي فيما يخص واجبات الزوج وحقوق الزوجة أولا، وحقوق بقية الأفراد في المؤسسة العائلية ثانياً.
فالنظرية الإسلامية تؤمن بأن الإنسان ليس حيواناً اجتماعياً، بل تعتبره كائناً كريماً، رفعه الخالق سبحانه وتعالى بالعلم والعقل والإدراك والتفكير، ومنحه قابلية الاستخلاف في الأرض. بمعنى أن الإنسان المفكر طالما ارتقى عن الحيوان بدرجة التفكير والإدراك، فقد اختلفت عندئذ العلاقات والوظائف الاجتماعية بينه وبين الأفراد، كماً ونوعاً، عن العلاقات الجمعية التي تجمع القطيع الواحد من الحيوانات ضمن مزرعة واحدة. فالحيوانات ضمن ذلك القطيع لا تعرف ضابطاً يضبط سلوكها الجنسي، ولا نظاما يحدد شهوتها الهائجة، على عكس النظام الاجتماعي الإنساني الذي ينظم العلاقة الجنسية بين الذكر والأنثى عن طريق. المؤسسة العائلية، التي تعتبر من أهم المؤسسات الاجتماعية خدمة للإنسان.

 


عدل سابقا من قبل BENELKADI MUSTAPHA في الخميس يوليو 11, 2013 9:27 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahkam.3oloum.com
محمد أصفار

محمد أصفار


عدد المساهمات : 3
نقاط : 8353
تاريخ التسجيل : 09/12/2012

أوضاع المرأة والزواج والأسرة لدى الشعوب  البدائية في القارة الإفريقية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: أوضاع المرأة والزواج والأسرة لدى الشعوب البدائية في القارة الإفريقية    أوضاع المرأة والزواج والأسرة لدى الشعوب  البدائية في القارة الإفريقية  I_icon_minitimeالسبت يناير 05, 2013 1:21 pm

عرض في المستوى بالتوفيق للجميع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أوضاع المرأة والزواج والأسرة لدى الشعوب البدائية في القارة الإفريقية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى طلبة ماستر أحكام الأسرة في الفقه والقانون بكلية الشريعة فاس :: و حدات الفصل الأول :: تاريخ الاسرة-
انتقل الى: